recent
آخر الأخبار

المحاضرة الثانية مادة أصول الفقه : الأدلة الشرعية دة.هاجر جميل

   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد :


إن الشريعة الإسلامية شريعة محكمة ، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلقها ، أمدت البشرية بنظم تشريعية ، مرنة وعادلة ومتكاملة، على جميع الأصعدة ، فرديا واجتماعيا ودينيا ، من خاصيتها الإبداع ، والسبق ، و العموم ، والشمول ، والخلود ، فهي دين الله الذي يسمو على كل النظريات البشرية القصيرة ، وهي مستمدة من القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } النحل 44] .
وقد قيض الله لهده الشريعة علماء أجلاء ، في كل العصور الإسلامية . ومن أتي بعدها ، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين ، و تأويل الجاهلين ويستنبطون منهما علوما جليلة نفع الله بها الأمة ، وحفظ بها دينه الحكيم : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر 9]، وأصول الفقه رافد من روافد هذه العلوم الإسلامية التي وضع أسسها علماء أجلاء من المسلمين ، بدءا بعصر الصحابة والتابعين ، إلى عصور الأئمة النهدين، فكانت فجا علميا محكم البنيان، أكسب الفقهاء أصالة في البحث ، وقوة في الحجة ، ودقة في البيان ، وتحديدا في التفكير وإحكاما في الاستدلال ، ومنطقا في الجدل والبرهان ، يمنح المفسرين والمحدثين آليات البحث والفهم  و میزان الترجيح ، ومعيار الموازنة والمقارنة ، والتنفيذ والتعليل .


فما قدمه علماء الأصول من إسهامات نبعت من رؤي كلية للنص القرآني، باعتباره کلا متماسكا على نحو يقارب وأحيانا يبرز في أصول استخلاص الدلالات ما ظهر حديثا من نظريات دلالية ورؤى نصية . وكما أن المعني بالأحكام الشرعية لا غنى له عن هذا العلم ؛ فإن المعني بنصوص القوانين الوضعية ومن يتصدى لها تحتاج هو الأخر إلى هذا العلم ؛ لأن القواعد والأصول التي قررها علم الأصول مثل القواعد الأصولية لتفسير النص وطرق دلالة الألفاظ على معانيها (عبارة النص إشارة النص ، اقتضاء النص ، وطرق دلالة الألفاظ والعبارات على معانيها ) و قواعد الترجيح بين الأدلة ، كل ذلك وغيره تلزم الإحاطة به ممن يتصدى للنص القانوني ، تركيبيا ودلاليا ، للوقوف على ما انطوى عليه من أحكام - وان لا يكون العلم الأصول باع طويل في الدراسة النصية ، مفهوما وممارسة، غير أن القانونيين لا يتحدثون إلا عن القاعدة القانونية ، بدلا من النص ، ولذلك قلما تجد لهم في كتاباتهم تعريفا للنص ، ويستعيضون عنه بتعريف القاعدة القانونية ، وبيان خصائصها ، ونطاق إعمالها ، وأوجه التمييز بينها وبين القواعد الاجتماعية الأخرى ، وحديثه عن خصائص القاعدة القانونية هو حديثهم عن خصائص النص القانوني الذي يتضمن مبادئ عامة ، كما سيأتي مفصلا عند الحديث عن النص عند الأصوليين إن شاء الله.





المحاضرة الثانية  :








إعداد : دة.هاجر جميل


أخيراً كان هذا موضوعنا لهذه التدوينة، ننتظر مشاركتنا برأيك حول الموضوع وبإقتراحاتك لنستفيد منها في المواضيع القادمة وإذا كان لديك أي سؤال أو استفسار لا تتردد في طرحه علينا سوف نكون سعداء دائماً بالرد عليك في أقرب وقت إن شاء الله تعالى .


 تحياتي ومودتي ولاتنس الصلاة على النبي 
google-playkhamsatmostaqltradent