recent
آخر الأخبار

المحاضرة العاشرة في مادة أصول الاجتهاد والفتوى د.الوردي





الحمد لله رب العالمين والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد :

خصائص الفتوى :

تتميز الفتوى بالخصائص التالية :
الفتوي اخبار بالحكم الشرعي : من خصائص الفتوى أنها مؤسسة على الأخبار بحكم شرعي على سبيل التوجيه والارشاد ، و هو ما يميزها عن القضاء الذي هو إنشاء على رأي القرافي أو إخبار مع إجبار و إلزام على رأي غيره. ففتيا المفتي إخبار و حكم القاضي إجبار، قال الإمام القرافي :" إن الفرق بين الحالتين أنه في الفتيا يخبر عن مقتضى الدليل الراجح عنده، فهو كالمترجم عن الله فيما وجده في الأدلة، كترجمان الحاكم يخبر الناس بما يجده في كلام الحاكم وخطه، وهو في الحكم ينشئ إلزاما أو إطلاقا للمحكوم عليه بحسب ما يظهر له من الدليل الراجح، والسبب الواقع في تلك القضية الواقعة .

الفتوى متعلقة بالأحكام الشرعية ، ولذلك فهي أعم من القضاء، فأحکامها ترتبط بالعقائد و العبادات و المعاملات والآداب الإسلامية، أما القضاء فلا يكون إلا في المعاملات المتعلقة بالحقوق والواجبات. والأصل في عموم الفتوى شمولها لأحكام الشريعة أن الفتوى جواب عن سؤال شرعي، والناس قد يسألون في كل أحكام الدين، و ما جاء في القرآن من فتاوى و أجوبة ذكرت بعد قوله تعالى " يسألونك" يدل على شمول الفتوى لكل ذلك، فقد سألوا عن الروح و اليتامى و الاهلة و الانفاق و الكلالة الخ.
الفتوى تكون مبنية على السؤال : بمعنى أن السؤال هو الأمر المستدعي للإخبار، فالتالي لا يحصل إلا بناء على الأول. فالفتوى اجتهاد و افعي لحادثة أو نازلة وقعت بالمستفتي أو متوقع نزولها، فهي خلاصة الجمع بين حكم الشرع و بين الواقع و ليست عملا علميا نظريا. ووفقا لهذا الاعتبار ذهب البعض إلى القول بأن "الفتوى وعاء لمراحل اجتهاد شتى بدءا من الفهم المجرد و انتهاء الى التنزيل على أحد الوقائع.

الفتوى تشريع دائم : الفتوى وظيفة تشريعية ، فهي إما استنباط من الأدلة أو نقل عن الائمة، و هذا يعني أن الفتوى إما اجتهاد في الشريعة أو نقل للاجتهاد الموجود في الشريعة. وفد نص الامام الشاطبي على أن المفتي " شارع من وجه لأن ما يبلغه من الشريعة إما منقول عن صاحبها ، وإما مستنبط من المنقول ، فالأول يكون فيه مبلغا ، والثاني يكون فيه قائما مقامه في إنشاء الأحكام ، وإنشاء الأحكام إنما هو للشارع ، فإذا كان للمجتهد إنشاء الأحكام بحسب نظره واجتهاده فهو من هذا الوجه شارع ، واجب اتباعه والعمل على وفق ما قاله. ومع أن المفتي شارع من وجه ، فهو ليس شارعا استقلالا و ابتداء ، بل هو مبين و كاشف للحكم الشرعي بمقتضى الدليل الشرعي. و لهذا نجد في القرآن الني و الوعيد الشديد على الذين يقومون بذلك من غير دليل ولا برهان قال تعالى : " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم.


المحاضرة العاشرة كاملة على هذا الرابط :


اضغط هنا للتحميل


المحاضرة العاشرة  في مادة أصول الاجتهاد والفتوى د.الوردي



إعداد : د.محمد الوردي

أخيراً كان هذا موضوعنا لهذه التدوينة، ننتظر مشاركتنا برأيك حول الموضوع وبإقتراحاتك لنستفيد منها في المواضيع القادمة وإذا كان لديك أي سؤال أو استفسار لا تتردد في طرحه علينا سوف نكون سعداء دائماً بالرد عليك في أقرب وقت إن شاء الله تعالى .

 تحياتي ومودتي ولاتنس الصلاة على النبي 
google-playkhamsatmostaqltradent