بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
إن
التأريخ المقاصد الشريعة عائد إلى زمن التشريع لاختصاص جملة من الآيات والأحاديث
ببيان المقاصد الكلية والجزئية للشريعة ، وإظهار العدل والحكم والأسرار المقترنة
بعدد من الأحكام، يقول ابن القيم: "القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
مملؤان من تعليل الأحكام بالحكم والمصالح وتعليل الخلق بهما، والتنبيه على وجوه
الحكم التي لأجلها شرع تلك الأحكام ولأجلها خلق تلك الأعيان، ولو كان هذا في
القرآن والسنة في نحو مئة موضع أو مائتين أسقناها ، ولكنه يزيد على ألف موضع بطرق
متنوعة".
ومن الشواهد الصريحة في هذا البيان والإظهار من الكتاب قوله تعالى : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"،
وقوله تعالى: "ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن پرید ليطهركم ولیتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون"، وقوله تعالى : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، وهذه آية خاصة بمقاصد الصلاة، ومن مقاصد الزكاة قوله تعالى : "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بما وصل عليهم إن صلاتك سكن ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : " فإنما بعثتم میسرین ولم تبعثوا معسرين"، وقوله صلی الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"، ومن الأحاديث في المقاصد الجزئية قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما جعل الاستئذان من أجل البصر"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"، وقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله قتل بعض المنافقين : "دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه".
ويزيد من تأكيد هذا البيان والإظهار أن القرآن ومعه السنة أثبت الكليات الخمس في عدد من المواضع إلى أن تقررت أصولا قطعية، يقول الإمام الشاطبي: "فالضرورات الخمس كما تأصلت في الكتاب تفصلت في السنة"؛ فكلية حفظ العرض مثلا اجتمعت على إثباتها جملة من النصوص الشرعية التي ترغب في النكاح وتمنع من الزنا واللواط والسحاق وتنهى عن كل أسباب الفساد والشذوذ.
المحاضرة الحادية عشرة كاملة على هذا الرابط :
اضغط هنا للتحميل
إعداد : دة.هاجر جميل
أخيراً كان هذا موضوعنا لهذه التدوينة، ننتظر مشاركتنا برأيك حول الموضوع وبإقتراحاتك لنستفيد منها في المواضيع القادمة وإذا كان لديك أي سؤال أو استفسار لا تتردد في طرحه علينا سوف نكون سعداء دائماً بالرد عليك في أقرب وقت إن شاء الله تعالى .
تحياتي ومودتي ولاتنس الصلاة على النبي ﷺ