الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى
آله وصحبه أجمعين اما بعد:
كما هو معلوم فإن علم اصول الفقه لم يكن معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ولا في عهد التابعين، وإنما كان نتاجا محضا لمدرستين فقهيتين وهما: مدرسة الحديث والأثر في المدينة النبوية ومدرسة الرأي في الكوفة ببغداد.
اما المدرسة الاولى مدرسة الحديث والأثر بالمدينة النبوية فقد كانت استمدادا لفقه عبد الله بن عمر بن الخطاب الذي كان يعتمد على الأثر والحديث وفتاوى الصحابة وفقههم ثم بعد زمن عبد الله بن عمر جاء الفقهاء السبعة وعلى رأسهم سعيد بن المسيب(ت 94 هـ ) إلى ان نصل إلى الإمام مالك(ت 179 هـ ).
من مميزات هذه المدرسة:
-الاعتماد
على الحديث وفتاوى الصحابة والتابعين وآثارهم وفقههم.
-تقديم الأثر على الرأي والقياس.
-كراهة طرح المسائل والحوادث التي لم تقع بعد.
ثم بعد ذلك ننتقل إلى المدرسة الثانية وهي مدرسة الرأي التي مقرها الكوفة ببغداد، وهي استمداد لفقه الخليفة عمر بن الخطاب وكذلك أبوبكر الصديق الله رضي الله عنهما اللذان كانا يعتمدان كثيرا على الرأي والعقل والقياس في الفقه والفتوى، ثم توالاهما الفقهاء الستة ثم انتهت المشيخة إلى الإمام ابو حنيفة النعمان (ت150هـ).
-تقديم الأثر على الرأي والقياس.
-كراهة طرح المسائل والحوادث التي لم تقع بعد.
ثم بعد ذلك ننتقل إلى المدرسة الثانية وهي مدرسة الرأي التي مقرها الكوفة ببغداد، وهي استمداد لفقه الخليفة عمر بن الخطاب وكذلك أبوبكر الصديق الله رضي الله عنهما اللذان كانا يعتمدان كثيرا على الرأي والعقل والقياس في الفقه والفتوى، ثم توالاهما الفقهاء الستة ثم انتهت المشيخة إلى الإمام ابو حنيفة النعمان (ت150هـ).
من مميزات هذه المدرسة:
-التوسع في الراي
-عدم التهيب من الفتوى
-إفتراض المسائل ووضع جوابها
-التهيب من الحديث ولا يقبلون إلا الحديث الصحيح
-تقديم القياس على الحديث الآحاد.
ولذلك نجد الاختلافات المتباينة بين المدرستين في العديد من المسائل الفقهية الفروعية.
وكما ذكرنا سلفا ان علم اصول الفقه لم يظهر حتى عصر الائمة الأربعة رحمهم الله أي في بداية القرن الثالث الهجري وقبل ذلك لم يكن معروفا، ومعلوما أن اول من قعد واصل علم أصول الفقه هو الإمام محمد أبو إدريس الشافعي (ت204هـ) في كتابه الرسالة، والسؤال الذي يطرح نفسه! ما دواعي تأليف هذه الرسالة من طرف الإمام الشافعي ؟
هذه الدواعي او الاسباب نحصرها في مايلي:
-البعد عن زمن الوحي
-وجود اتجاهات مختلفة في التعامل مع الكتاب والسنة
- كثرة النوازل والوقائع والاحداث في حياة الناس.
والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه!
ما مضمون هذه الرسالة؟ وما مواضعها او موضوعاتها؟
ونجملها في مايلي:
1- فتح الإمام الشافعي رسالته بخطبة طويلة ذكر فيها أهمية رسالة البعثة للنبي صلى الله عليه وسلم وللبشرية جمعاء.
2-ان الكتاب والسنة حجة على الناس إلى يوم القيامة
3-بعض النصائح لطلاب العلم
4-تعريف البيان وهو اقسام اربعة
5-كيفية الاستمداد والاستنباط من الكتاب والسنة
6-العلوم الشرعية التي لا يسع المسلم جهلها
7-العلوم الخاصة باهل العلم
8-خبر الآحاد والاستدلال به
9-الاجتماع وحجيته
10-القياس وحجيته
11-الاجتهاد مفهومه وشروط
12-الاستحسان ومنه الممدوح ومنه المذموم.
•الأم في الفقه
-كتاب اختلاف الحديث
-كتاب جمَّاع العلم
-كتاب إبطال الاستحسان
-كتاب أحكام القرآن
-كتاب بيان فرض الله عز وجل
-كتاب صفة الأمر والنهي
-كتاب اختلاف مالك والشافعي
-كتاب اختلاف العراقيين
-كتاب الرد على محمد بن الحسن
-كتاب علي وعبد الله
-كتاب فضائل قريش
-كتاب فضائل قريش.
إن اسلوب الكتابة في الاصول اختلف بعد الشافعي، فبعض العلماء سار على نهج الإمام الشافعي في الرسالة؛ بتقرير المسائل، والتدليل عليها، وإقامة الحجج، واتخاذ السؤال والجواب اساسا في البيان على طريقة اهل الكلام وسميت هذه الطريقة بطريقة المتكلمين او بطريقة الشافعية.
وبعض العلماء سار في كتابة الاصول على طريقة التأليف في الفقه، فسبك قواعد الاصول بأسلوب متتابع ومتسلسل، هذه الطريقة بطريقة الفقهاء او طريقة الحنفية.
وامتازت كل طريقة ببعض المزايا والخصائص، وشابها بعض العيوب، فجاء المتأخرون وجمعوا بين الطريقتين باتباع مزايا وفوائد كل طريقة، وتجنب عيوبها، وسميت هذه الطريقة بطريقة المتأخرين.
وهناك طريقة رابعة تسمى بطريقة تخريج الفروع على الاصول وهي طريقة مغاربية ظهرت في المغرب الأقصى والأندلس.
اولا: الكتب التي الفت على طريقة المتكلمين:
•المعتمد لابس الحسن البصري
•المحصول لفخر الدين الرازي
•المستصفى للغزالي
•البرهان للجويني
•الإحكام في اصول الاحكام للآمدي
ثانيا : الكتب التي ألفت على طريقة الفقهاء:
•اصول الكرخي
•اصول السرخسي
•اصول الجصاص
•أصول البزدوي
ثالثا: الكتب التي الفت على طريقة المتاخرين:
•جمع الجوامع لتاج الدين السبكي
•تنقيح الفصول لصدر الشريعة البخاري
•التحرير لابن الهمام الحنفي
•بديع النظام لابن الساعاتي.
واهم ما الف في الطريقة الرابعة طريقة تخريج الفروع على الاصول: هو مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الاصول للشريف التلمساني.
وهناك نقطة مهمة لابد من ذكرها وهي مقاصد الشريعة وهي جزء لا يتجزأ من اصول الفقه، وهو علم قديم جدا إلا الإمام الشاطبي(ت694هـ ) نقحه وفصله وهذبه وجمعه في كتابه الموافقات، وقد حلل مقاصد الشريعة وسار على نهج الجمع بين التربية والقواعد الاصولية.
إعداد : فريق عمل مدونة كلية الشريعة والقانون
أخيراً كان هذا موضوعنا لهذه التدوينة، ننتظر مشاركتنا برأيك حول الموضوع وبإقتراحاتك لنستفيد منها في المواضيع القادمة وإذا كان لديك أي سؤال أو استفسار لا تتردد في طرحه علينا سوف نكون سعداء دائماً بالرد عليك في أقرب وقت إن شاء الله تعالى .
تحياتي ومودتي ولاتنس الصلاة على النبي ﷺ